Ads 160x600
Ads 160x600
الرئيسية / / علوم / من الفقر إلى جائزة نوبل… عمر ياغي يصنع مجد العرب في الكيمياء

من الفقر إلى جائزة نوبل… عمر ياغي يصنع مجد العرب في الكيمياء

كيوسك أنفو 08 أكتوبر 2025 - 15:39 علوم

فاز العالم العربي عمر ياغي، أستاذ الكيمياء الأردني الفلسطيني السعودي، اليوم الأربعاء، بجائزة نوبل في الكيمياء لعام 2025، لتأسيسه علم الكيمياء الشبكية وتطويره أجهزة لاستخراج المياه من الهواء الجاف.

 

لم يكن طريق عمر ياغي مفروشا بالورود، فقد ولد في عمان عام 1965 لأبوين لاجئين من يافا بعد نكبة 1948، ونشأ وسط فقر قاسٍ في شقة صغيرة تقطنها أسرة كبيرة، لم تكن الكهرباء تصلها باستمرار، أما الماء فلم يكن متوفرا إلا لساعات محدودة أسبوعيا… و في ذلك البيت المتواضع، بدأت أحلامه الكبيرة، وولدت شرارة شغفه بالكيمياء.

 

البدايات… عشق الجزيئات

 

منذ طفولته، انجذب ياغي إلى عالم الجزيئات، ففي سن العاشرة قال لنفسه إنه سيكرس حياته لفهم “اللغة السرية” التي تحكم الكون، و كان يرى في الكيمياء وسيلة سحرية لحل المشكلات وتحويل المستحيل إلى واقع، وهي القناعة التي شكلت لاحقا نقطة الانطلاق لمسار علمي استثنائي.

 

هجرة وبداية من الصفر

 

في الخامسة عشرة من عمره، سافر إلى الولايات المتحدة دون أن يتقن الإنجليزية، وهتاك بدأ من الصفر، لكنه سرعان ما أثبت تفوقه الأكاديمي، حين حصل على الدكتوراه من جامعة إلينوي عام 1990، وانطلق بعدها في بناء مسيرته البحثية، رافضا أن يكون النجاح حكرا على أحد.

 

رائد علم الكيمياء الشبكية

 

اشتهر ياغي بتأسيسه علم الكيمياء الشبكية (Reticular Chemistry)، وهو مجال أحدث ثورة في تصميم المواد الجديدة، كما طور الأطر المعدنية العضوية (MOFs) التي تستخدم لالتقاط الغازات وتخزين الطاقة وتنقية الهواء، أما أبرز إنجازاته فكانت ابتكار جهاز يستطيع استخراج المياه من الهواء الجاف، حتى في الصحارى القاحلة، باستخدام بلورات MOF.

 

اعتراف عالمي

 

نال ياغي مكانة رفيعة في الأوساط العلمية العالمية. يعمل أستاذا في جامعة كاليفورنيا، بيركلي، ويشغل منصبا في مختبر لورانس بيركلي الوطني، كما يشرف على مختبر بيركلي العالمي للعلوم.

 

و في يناير 2025، أصبح الرئيس السابع المجلس الثقافي العالمي، اعترافا بريادته العلمية والثقافية.

 

التتويج بنوبل

 

في أكتوبر 2025، توجت هذه الرحلة الطويلة بفوزه جائزة نوبل في الكيمياء 2025، إلى جانب البريطاني ريتشارد روبسون والياباني سوسومو كيتاغاوا، وذلك تكريما لهم على اكتشافات غيرت مسار الكيمياء الحديثة.

 

قال ياغي عقب إعلان الجائزة: “كانت رحلة طويلة من بيت لا يملك الكهرباء إلى منصة نوبل. الإصرار وحده لا يكفي، لكن حب العلم يمنحك القوة لتكمل”.

 

قدوة لجيل جديد

 

فضلا عن نوبل، حصل ياغي على جوائز عديدة منها جائزة كافلي للكيمياء 2018 وجائزة نوابغ العرب 2024، ونشرت له مئات الأوراق العلمية التي استشهد بها أكثر من 200 ألف مرة.

 

هكذا إذن من شقة فقيرة في عمان إلى قاعة نوبل في ستوكهولم، مرت حكاية عمر ياغي كنموذج لانتصار الإرادة على كل العوائق، مؤكدة أن العلم يمكن أن يغير مصير إنسان… بل مصير العالم بأسره.

 

 

شاركها LinkedIn