في عالم كرة القدم، غالبًا ما ترتبط قصص اللاعبين المتميزين بالصراع ضد التحديات، ولكن قصة أسامة صحراوي تختلف كونها تضمنت صراعًا صحيًا أثّر بشكل مباشر على مستقبله الكروي.
اللاعب المغربي ذو الـ23 عامًا، الذي بات الآن مرشحًا للانضمام إلى المنتخب المغربي، ليس مجرد موهبة صاعدة، بل هو قصة كفاح ملهمة ضد مرض نقص هرمون النمو، المعروف إعلاميًا باسم “مرض ميسي”.
البدايات الصعبة والمعاناة من مرض ميسي
وُلد أسامة صحراوي عام 2001 في النرويج لعائلة مغربية مهاجرة. منذ صغره، أظهر شغفًا كبيرًا بكرة القدم، لكنه واجه تحديًا كبيرًا في مسيرته المبكرة.
حيث عانى صحراوي من نقص هرمون النمو، وهو نفس المرض الذي أصاب الأسطورة ليونيل ميسي في بداياته، والذي يحتاج إلى علاج مكلف ومستمر للحفاظ على نمو طبيعي للجسم.
ورغم هذه العقبة الصحية، واصل صحراوي مسيرته بدعم قوي من عائلته، وخاصةً خاله محمد فلاح، الذي كان لاعبًا سابقًا في منتخب النرويج، والذي واجه بدوره صعوبة في مشواره بسبب قصر قامته (167 سم)، كان مصدرًا للإلهام والتشجيع الدائم لأسامة في مسيرته.
تشكيك وانتقادات مبكرة
عندما بدأت موهبة أسامة تتبلور في أكاديمية فاليرينغا النرويجية، تعرض لحملة من التشكيك من أطراف مختلفة في الوسط الكروي. فقد رأت الكثير من الأصوات أن هذا الخلل الهرموني قد يمنعه من الوصول إلى أعلى المستويات في كرة القدم. لكن تلك الانتقادات التي أثّرت نفسيًا على الشاب المغربي، لم تكسره.
على العكس، كانت هذه الانتقادات حافزًا له لمواصلة العمل بجدية وإصرار، مما جعله ينتقل لاحقًا إلى فريق هيرينفين الهولندي في عام 2023، ومنه إلى ليل الفرنسي في صيف 2024، في صفقة بلغت قيمتها 8 ملايين يورو، ليُثبت للجميع أن حجم التحديات لا يعني شيئًا أمام الإرادة والطموح.
على أعتاب المنتخب
رغم أنه خاض مباراة ودية مع منتخب النرويج، إلا أن قوانين الفيفا تتيح له تغيير جنسيته الكروية إلى المغربية. ومع تألقه اللافت في الدوري الفرنسي مع فريق ليل، بات أسامة على مشارف الانضمام لمنتخب بلده الأم، حيث يُتوقع أن يكون ضمن حسابات المدرب وليد الركراكي خلال المباريات القادمة في تصفيات كأس أمم أفريقيا 2025.