قال حزب العدالة والتنمية أن الحقيقة البادية للعيان في فاجعة انتقال المستشار عبد الوهاب بلفقيه الى رحمة الله، وسواء تعلق الأمر بانتحار أو باستهداف، هي أن التحكم في العملية الديمقراطية وصل حدا موغلا في اغتيال الديمقراطية والرقص على جراحها، وأن العبث بلغ مدى لا يمكن التكهن بمآلاته، وأننا فعلا نقترب من المجهول بسرعة كبيرة.
وأضاف الحزب في مادة منشورة على موقعه الرسمي: “أن نسمع على تهديدات بالقتل هنا وهناك وشراء للذمم هنا وهناك، يعني أن الناخبين الكبار المفترض فيهم أن يكونوا في مستوى اللحظة، ما زالوا هم وهيئاتهم ومن يراهنون عليهم ومن مهد لهم الطريق ليصلوا الى مواقع التمثيلية، أسرى زمن ظننا أن ولى بلا رجعة، وأن الانتقال نحو الديمقراطية مازال حلما بعيد المنال، وأن السياسة في هذا البلد قد ماتت وانتهى أمرها.”
وأضاف المصدر ذاته أنه طيلة الحملة الانتخابية وقبلها حذر البيجيدي كثيرا من أن الرهان الحقيقي والذي يجب أن يتجند له الفرقاء السياسيون وأن يكون مبدأ ومنتهى العملية الديمقراطية، هو استعادة مصداقية الفاعل السياسي، وترميم وجه السياسة، وأن كل البدائل المطروحة هي مغشوشة وغير ذات جدوى، وأن شعبنا وبلدنا محتاجان لسياسيين حقيقيين يتحملون مسؤوليتهم بجدارة، وليس لكائنات تسترزق بالسياسة، وتنشر الخراب يمنة ويسرة في طريق الارتقاء الاجتماعي أوتحصين المواقع والامتيازات بالقرب من دوائر القرار، وخلط المال بالسياسة وجعل الأخيرة رهينة للأولى.
قلنا ذلك، يضيف ذات المصدر، والآن نتأسف للوضع الذي صرنا إليه، ونحن نكتشف هول الخراب الذي حل بنا جميعا، لأن الخاسر اليوم ليس طرفا سياسيا سنقيم له مآدب التشفي، بل الخاسر هو الوطن وديمقراطيته الهجينة، وأن الذين ينتشون اليوم بوهم الانتصار سيستفيقون بعد فوات الأون على هول ما الحقوه بالبلد من خسائر.