دعا نبيل بنعبد الله، الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية، الحكومة إلى الاستقالة، معتبرا أن حصيلتها فاشلة وأنها فقدت ثقة المغاربة، بدليل ما يشهده الشارع اليوم من احتجاجات شبابية لا تعدو أن تكون انعكاسا طبيعيا لسياسات لم تلبي أبسط التطلعات الاجتماعية والاقتصادية.
وقال بنعبد الله، في كلمته بالجامعة السنوية لحزبه المنعقدة يومه السبت تحت شعار “ساعة البديل الديمقراطي التقدمي”، إن الحكومة رفعت شعارات كبيرة سرعان ما ظهر أنها بلا مضمون، متهما إياها بتجاهل مطالب المواطنين منذ البداية، موضحا أن استمرارها على نفس النهج لا يمكن إلا أن يفاقم حالة الاحتقان، داعيا إلى الإفراج عن معتقلي الاحتجاجات وإطلاق مبادرات سياسية واجتماعية تعيد الثقة وتفتح المجال لحرية التعبير.
وأضاف أن الحكم على هذه الحكومة لا يحتاج إلى انتظار سنة 2026، لأن التغيير ممكن قبل ذلك إذا ما توفرت لديها الجرأة لتحمل مسؤوليتها وتقديم الحساب أو الاستقالة، منتقدا ما وصفه بتراجعها عن الالتزامات التي بنت عليها برنامجها، سواء تعلق الأمر بالنموذج التنموي الجديد أو شعار الدولة الاجتماعية، متهما إياها بمصادرة مفاهيم ليست لها.
كما هاجم أداء الحكومة في ملفات التشغيل والصحة، حيث أشار إلى أن الوعود بخلق مليون منصب شغل لم يتحقق منها سوى عشر ما أعلن، بينما وصلت بطالة شباب المدن إلى مستويات قياسية.
وفي قطاع الصحة، اعتبر أن توجيه أغلب الموارد نحو القطاع الخاص يقوّض أي أمل في إصلاح المستشفيات العمومية. وربط هذه الأعطاب بانتشار تضارب المصالح والفساد في مشاريع كبرى، مثل تحلية المياه وملف “الفراقشية”.
وفي ختام كلمته، شدد الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية على أن هذه الحكومة لم تفتح المجال السياسي كما وعدت، بل سارت في اتجاه مغاير عبر سن قوانين تضيق على الإعلام وتقصي الأصوات المعارضة، وهو ما اعتبره تراجعا حتى مقارنة بالحكومات السابقة بما فيها التي سبقت تجربة التناوب.
