قال محمد المهدي بنسعيد، عضو القيادة الجماعية للأمانة العامة لحزب الأصالة والمعاصرة، أن الحزب يرفض الدخول في الحسابات السياسوية الضيقة، مبرزا أن التأسيس للحزب انطلق من إيمان راسخ بضرورة وضع المواطن في صلب الاهتمام السياسي، بعيدا عن الصراعات الجانبية التي لا تخدم المصلحة العامة.
وفي كلمة أمام الدورة الثلاثين للمجلس الوطني للبام، المنعقدة اليوم السبت 31 ماي، شدد بنسعيد على أن تبني الحزب لتقرير الخمسينية ومخرجات هيئة الإنصاف والمصالحة يعكس التزامه بخيارات إنسانية تضع كرامة الإنسان في مقدمة أولويات السياسات العمومية، مؤكدا أن بناء الإنسان أهم من تشييد البنايات.
وأوضح المسؤول الحزبي أن هذا التوجه هو ما جعل الحزب يختار موقع المعارضة لمدة اثني عشر عام، قبل أن يقرر الالتحاق بالحكومة حين توفرت شروط الدفاع عن المواطن، مستشهدا بمشروع دعم السكن الجديد، الذي يستهدف المواطن بشكل مباشر، خلافا لما كان معمولا به في السابق حين كان الدعم موجها للمنعشين العقاريين.
وسجل بنسعيد أن التحديات الاقتصادية والاجتماعية لا تزال ماثلة بقوة، رغم بعض المنجزات، مشيرا إلى أن جزءا من هذه الصعوبات راجع لتقلبات دولية، لكن الجزء الأكبر مرده إلى تراكمات لسياسات حكومية سابقة لم تعط الأولوية للإنسان، ما عمق الأزمات بدل معالجتها.
ولم يفت بنسعيد التأكيد على أن الإنصات للمواطنين، خاصة عندما يوجهون النقد، هو ركيزة أساسية في العمل السياسي الجاد، داعيا إلى إشراك المواطنين في صياغة السياسات العمومية، مبرزا، في هذا السياق، أهمية مبادرة “جيل 2030” التي أطلقها الحزب، والتي تروم الاستماع إلى الشباب في مختلف الجهات، لأن “في الإصغاء لهمومهم نصف الحلول”.
واعتبر بنسعيد أن الشباب المغربي يمثل المحرك الحقيقي للرأسمال غير المادي، داعيا إلى توفير الدعم والمواكبة لهذه الفئة حتى تحقق ذاتها، مضيفا إن مبادرة “جواز الشباب” جاءت لتجسد هذا الدعم عبر باقة من العروض البنكية والصحية والثقافية، ومشددا على أن تحقيق “الحلم المغربي” رهين بسياسات عمومية تضع الإنسان في جوهرها، وتواجه من أجل ذلك مقاومة من لوبيات تعرقل مسيرة التنمية دفاعا عن مصالحها الضيقة.
