الرباط – أبدت المملكة المغربية اهتماما بتعزيز ترسانتها العسكرية عبر اقتناء دبابات قتالية من طراز “كي 2 بلاك بانثر” الكورية الجنوبية، وذلك خلال لقاءات رسمية عقدت مؤخرا في العاصمة سيول، حسب ما أوردته مواقع متخصصة في المجال العسكري.
ورغم تحفظ الطرفين عن كشف تفاصيل الصفقة المحتملة، إلا أن موقع “Bulgarian Military” أشار إلى أن هذه الخطوة تكشف عن سعي المغرب إلى تحديث عتاده العسكري ومواكبة التحولات الإقليمية، في وقت تحاول فيه كوريا الجنوبية توسيع حضورها في سوق السلاح العالمي.
الموقع ذاته أشار إلى أن هذا التوجه المغربي يأتي في ظل محيط إقليمي متوتر، لا سيما على الجبهة الشرقية مع الجزائر، التي تعتمد بشكل كبير على الأسلحة الروسية، وفي مقدمتها دبابات “تي 90″، ما يعكس حاجة الرباط إلى موازنة القوى وتعزيز موقعها الدفاعي في وجه هذه التحديات.
كما لفت المصدر إلى أن دبابات “كي 2″، المطورة من طرف شركة “هيونداي روتم”، تصنف ضمن الجيل الرابع من دبابات القتال الرئيسية، وتتميز بقوتها النارية العالية وتقنياتها المتطورة، حيث يبلغ وزنها 55 طن وتجهز بمدفع عيار 120 ملم ونظام تلقيم آلي قادر على إطلاق عشر قذائف في الدقيقة.
وفي قراءة أوسع لأبعاد هذه الصفقة، يرى الموقع أن التفاهم بين المغرب وكوريا الجنوبية لا يقتصر فقط على الجوانب الثنائية، بل قد يكون له تأثير مباشر على موازين القوة في شمال إفريقيا، مرجحا أن يؤدي اقتناء المغرب لهذه الدبابات إلى تحركات جزائرية جديدة نحو موسكو أو بكين، وهو ما قد يفتح الباب أمام مرحلة جديدة من سباق التسلح في منطقة مثقلة أصلا بالأزمات.
واختتم المصدر تحليله بالإشارة إلى أن واشنطن لا تمانع هذا التوجه المغربي، بالنظر إلى التنسيق القائم مع سيول وانسجام هذه الدبابات مع أنظمة حلف شمال الأطلسي، ما يعزز فرص كوريا الجنوبية في توسيع نفوذها بالقارة الإفريقية من خلال هذا النوع من الصفقات.
