أثار تعيين دافيد زيني، ذو الأصول الجزائرية، رئيسا لجهاز الأمن الداخلي الإسرائيلي “الشاباك”، اهتماما واسعا داخل إسرائيل، خاصة بعد الكشف عن خلفيته العائلية القادمة من شمال إفريقيا، فجده كان أحد رموز الجالية اليهودية في الجزائر، حيث شغل منصبا دينيا بارزا قبل أن يهاجر إلى فرنسا، ومنها انتقل أحفاده إلى الأراضي الفلسطينية، في سياق المشروع الصهيوني.
ورغم أن زيني ولد في القدس، إلا أن أصوله الجزائرية ظلت حاضرة في مسيرته العائلية، حيث نشأ في كنف والد نشط في صفوف الحركة الصهيونية اليمينية، التي تحولت لاحقا إلى قاعدة صلبة لأحزاب يمينية متطرفة، يتزعمها اليوم شخصيات مثل بتسلئيل سموتريتش وإيتمار بن غفير.
زيني، الذيىيعيش حاليا في مستوطنة كيشيت بالجولان المحتل، معروف بميوله المحافظة وبكونه أبا لـ11 ولدا، كما أن خلفيته المغاربية، النادرة في قيادة أجهزة إسرائيلية حساسة، لم تمنع انتقادات حادة رافقت تعيينه، لا سيما من “منتدى عائلات الأسرى”، الذين رأوا في اختياره محاولة متعمدة لعرقلة أي صفقة مع “حماس”، فيما ذهب البعض إلى اتهام رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو باختياره لكونه أكثر تشددا من سلفه، رونين بار، ورفضه القاطع لأي تنازل ميداني أو سياسي.
ورغم مسيرته العسكرية المعروفة، تشير تقارير إعلامية إلى أن تعيين زيني لم يكن بعيداً عن تأثيرات عائلية وشخصية، خاصة من جهة شقيقه شموئيل، الذي تجمعه علاقة وثيقة بالملياردير الأمريكي من أصل يهودي سيمون فاليك، أحد أبرز الداعمين لعائلة نتنياهو. وتزيد هذه المعطيات من تعقيد صورة زيني، القادم من جذور جزائرية، والذي وجد نفسه فجأة في قلب ماكينة الأمن الإسرائيلية.
