في تعليق له على إعلان حكومة عزيز أخنوش إطلاق برنامج لتكوين 50 ألف أستاذ في أفق 2025، باعتماد هندسة بيداغوجية جديدة من خمس سنوات للتكوين، ثلاثة منها في الإجازة التربوية واثنتان في المراكز الجهوية لمهن التربية والتكوين، قال خالد الصمدي، كاتب الدولة المكلف بالتعليم العالي والبحث العلمي السابق، إن هذا الإعلان خلا من الإشارة إلى أن هذا البرنامج الوطني تم إطلاقه رسميا بنفس الهندسة من طرف سعد الدين العثماني، رئيس الحكومة السابق، وبنفس هذا التصور، قبل خمس سنوات، أي سنة 2018 تحت عنوان مدرس المستقبل.
وأوضح الصمدي في حديث للموقع الرسمي للبيجيدي، أن هذا البرنامج تخرج منه الفوج الأول السنة الماضية، ويُنتظر أن يتخرج الفوج الثاني هذه السنة من جميع الجامعات المغربية، معبرا عن استغرابه مما هذا التدليس الذي قامت به هذه الحكومة.
مضيفا أن المجلس الأعلى للتربية والتكوين والبحث العلمي وفي إطار تشخيصه لأعطاب المنظومة التربوية وكوابحها، وتحديد مداخل الإصلاح الجوهرية، نبه إلى مركزية تكوين الأطر التربوية في مختلف مهن التربية والتكوين في أي إصلاح مرتقب، وفي هذا السياق تضمنت الرؤية الاستراتيجية للإصلاح الدعوة إلى وضع تصور جديد لتكوين الأطر التربوية في مسار متكامل بين الجامعات والمراكز الجهوية لمهن التربية والتكوين ، وجاء القانون الإطار لوضع إطارها التشريعي في البنود المخصصة للموارد البشرية ، وجعل التكوين الأساس شرطا لازما لولوج المنظومة.
وأردف، ولذلك اشتغلت حكومة سعد الدين العثماني على أجرأة هذا المقتضى عمليا على أرض الواقع، من خلال إرساء استراتيجية وطنية لتكوين الأطر التربوية، بعدما حددت حاجيات المنظومة التربوية من المدرسين فقط في حوالي 200 ألف مدرسة ومدرس في أفق 2028، ناهيك عن حاجياتها من باقي أطر مهن التربية والتكوين الأخرى، والتي فتحت فيها الوزارة الوصية أسلاكا للتكوين، كتكوين الأطر المؤهلة في مجال الإدارة التربوية، والإرشاد النفسي والاجتماعي والوساطة وغيرها من المهن التربوية، التي تحتاج إليها المنظومة للرفع من جودتها.
وأشار الصمدي إلى إعداد وزارة التربية الوطنية والتكوين المهني والتعليم العالي والبحث العلمي لهذه الاستراتيجية، والتي تم تقديمها ومناقشتها في جلسة خاصة أمام أنظار الجمعية العامة للمجلس الأعلى للتربية والتكوين والبحث العلمي، قبل أن تعمل الحكومة على أجرأتها من خلال إعطاء انطلاقتها الرسمية في لقاء وطني ترأسه رئيس الحكومة في أكتوبر 2018 تحت مسمى برنامج مدرس المستقبل، حيث تم عرض كل الإجراءات القانونية والمادية والبيداغوجية والمؤسساتية الكفيلة بإنجاح هذا المشروع الوطني الهام.
وفي هذا السياق، يسترسل الصمدي، أقر مجلس الحكومة مرسوما يتم بموجبه إحداث جيل جديد من المدارس العليا للتربية والتكوين بجميع الجامعات المغربية في تكامل مع وجود المراكز الجهوية لمهن التربية والتكوين، ضمانا لتكامل مسار تكوين المدرسين في جميع جهات المملكة كما ينص على ذلك القانون الإطار.
