عبر عبد الإله ابن كيران، الأمين العام لحزب العدالة والتنمية، عن خيبة أمل حزبه بعد انسحاب مفاجئ لحزب الاتحاد الاشتراكي من التنسيق مع باقي مكونات المعارضة حول ملتمس الرقابة، مما أسقط عمليا إمكانية التقدم به داخل البرلمان.
و لم يخف ابن كيران في لقاء صحفي عقده بالرباط، استغرابه مما وصفه بـ”التحول المفاجئ” في موقف الاتحاد الاشتراكي، ملمحا إلى وجود صفقة او اتفاق خفي بين زعيم الحزب المذكور ورئيس حزب التجمع الوطني للأحرار، يهم على الأرجح ترتيبات الانتخابات القادمة، مضيفا أن ما حدث ليس مجرد تراجع سياسي عابر، بل سلوك ينذر بانحدار خطير في قواعد اللعبة الديمقراطية، حيث باتت التحالفات تبنى على الوعود الشخصية والطموحات الضيقة.
وشدد المتحدث على أن الحكومة قد تلجأ إلى أساليب ملتوية لإجهاض أي محاولة لمحاسبتها، لكن الأهم، في نظره، هو ما تعانيه البلاد اليوم من أعطاب واضحة في قطاعات كالتعليم والصحة والحريات.
من جهة أخرى، شدد ابن كيران على أهمية انخراط المواطنين في الحياة السياسية، ليس فقط من خلال التصويت، بل أيضا بالمتابعة والمساءلة والمشاركة الفعلية، قائلا لن السياسة ليست ترفا ولا تضييع وقت، بل هي ما يرسم به مستقبل الناس، موضحا أن القرارات الكبرى تتخذ من قبل مسؤولين سياسيين يفترض أن يكونوا موثوقين وكفؤين.
وأنهى كلمته بالتنبيه إلى أن المال العمومي الذي يتداول بالملايير هو في الأصل مال المواطنين، وعلى الجميع أن يراقب كيف يصرف، وأين يذهب، لأن اللامبالاة، حسب تعبيره، تعني ترك الساحة لمن يلهثون وراء النفوذ والثروة باسم السياسة.