أجلت المحكمة الابتدائية بالرباط اليوم الأربعاء، أولى جلسات النظر في قضية وقف مسلسل “فتح الأندلس” إلى تاريخ 20 من الشهر الجاري، و هي الدعوى الاستعجالية التي يطالب من خلالها مواطن مغربي بإيقاف بث هذا مسلسل المثير للجدل الذي يعرض على شاشة القناة الأولى.
و في السياق ذاته٬ أكد المواطن رشيد بوحدوز، صاحب الدعوى القضائية، وعضو المجلس الوطني لحزب الأصالة والمعاصرة، أن المسلسل ينطوي على الكثير من التزييف لحقائق تاريخية، وتشويه للهوية المغربية، في وقت أبدى فيه مسؤولو الشركة استغرابهم من الدافع وراء رفع مثل هذه الدعاوى.
من جهته٬ أوضح المحامي بهيئة الرباط، محمد ألمو في تصريح لوسائل الإعلام٬ أن قرار التأجيل كان لإعطاء الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة المغربية مهلة للإدلاء بوثائق واعداد ملف الدفاع.
في مقابل ذلك٬ أفاد بوحدوز صاحب الدعوى القضائية لوقف بث المسلسل التاريخي، أن سبب طلبه راجع كون هذا العمل التلفزي يمس الوحدة الترابية للبلاد، ويهين الشعب المغربي؛ و مهين لرموز المغاربة، وبالتالي يجب ألا يبث في قناة عمومية مغربية، حسب تصريحه.
و طالب المحامي المغربي، محمد ألمو، بوقف عرض المسلسل التاريخي “فتح الأندلس”، الذي يعرض خلال السباق الرمضاني الحالي، في عدد من القنوات العربية، رافعا بذلك مقالا استعجاليا لرئيس المحكمة الابتدائية بالرباط، ضد الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة المغربية بخصوص هذا المسلسل.
و هذا فقد سبق أن وجه الفريق الاشتراكي بمجلس النواب سؤالا كتابيا إلى وزير الشباب والثقافة والتواصل حول مسلسل “فتح الأندلس” للمخرج محمد سامي العنزي، المعروض على قناة “الأولى”.
و اعتبر فريق حزب”الوردة”أن المسلسل المذكور اقتنته القناة المغربية من المال العام٬ لكنه لا يولي أهمية للتراث المغربي وللحقيقة التاريخية للبطل، لم يشارك فيه سوى ممثل مغربي واحد، ولا يعطى تفاصيل شخصية طارق بن زياد الأمازيغي، مشيرا إلى أن المسلسل الذي أنتج خارج المغرب دون مشاركة المغاربة في التأليف ودون استشارة المؤرخين لتدقيق المعطيات، مليء بالمغالطات المعرفية ويحمل في كثير من حلقاته تزويرا لكل ما تتفق عليه المصادر التاريخية الموثوقة.
