طالب عضو الفريق الحركي بمجلس النواب، محمد أوزين، من وزير التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة، شكيب بنموسى، وبفتح تحقيق صارم للوقوف على ملابسات هذه الأحداث المأساوية٬إثر ما عاشه مؤخرا الملعب البلدي ببركان والمركب الرياضي مولاي عبد الله بالرباط.
و أبرز أوزين في سؤال كتابي وجهه إلى وزير التربية والوطنية، تزامناً مع أعمال شغب التي اندلعت في أعقاب مباراة كرة القدم التي جمعت، أمس الأحد على أرضية المجمع الرياضي مولاي عبد الله بالرباط، فريقي الجيش الملكي والمغرب الفاسي، أن تحول الشغب إلى إجرام من خلال تشكيل عصابات تعترض سبيل المواطنين حتى خارج الملاعب في تهديد ومس غير مقبول بسلامة وطمأنينة وكرامة المواطنين.
و تابع وزير الشبيبة والرياضة الأسبق، أن هذه الظاهرة تسببت في مجموعة من الخسائر سواء المادية أو البشرية جراء إصابة المشجعين وكذا رجال الأمن بإصابات خطيرة.
و أشار القيادي بحزب “السنبلة”، في ذات السؤال إلى أن كسر وإحراق سيارات المواطنين وواجهات الدكاكين هو مس بالأمن والسلم العام لا يمكن تبريره بالتحكيم ولا بنتيجة مباراة كرة القدم .
و أوضح النائب الحركي، أن الشغب خلف جوا من الهلع والفزع في صفوف المارة والساكنة على حد سواء، ناهيك عن الضرر الذي يمس صورة منظومتنا الرياضية دون الحديث عن الأضرار المادية الجسيمة جراء تخريب وإتلاف تجهيزات الملاعب، التي تكلف الملايين، لاسيما ونحن نعيش ظروف صعبة، حيث بلادنا في حاجة ماسة إلى اعتمادات مالية للتخفيف من عبء الوباء والجفاف والغلاء على المواطنين.
و في مقابل ذلك٬ دعا أوزين الى التساؤل عن الإجراءات والتدابير المزمع اتخاذها لوضع حد لهذه الظاهرة وتفادي تكرارها، مشيرا إلى أن تكرار هذه الممارسات في العديد من المباريات سواء داخل الملاعب أو خارجها، كما حدث مؤخرا بالملعب البلدي لبركان والمركب الرياضي مولاي عبد الله.
وكانت أعمال شغب قد اندلعت عقب مباراة كرة القدم التي جمعت، يوم الأحد الماضي على أرضية المجمع الرياضي مولاي عبد الله بالرباط، فريقي الجيش الملكي والمغرب الفاسي، وذلك برسم دور سدس عشر منافسات كأس العرش للموسم الرياضي 2020/ 2021.
وتسببت أعمال الشغب، التي اندلعت في أعقاب المباراة، في خسائر مادية بالعديد من مرافق ومشتملات الملعب، وإصابة عدد من عناصر الشرطة والقوات المساعدة بجروح متفاوتة الخطورة، وكذا تعييب وتكسير عدد من المركبات.
وذكر بلاغ للمديرية العامة للأمن الوطني أن العمليات الأمنية التي باشرتها ولاية أمن الرباط على خلفية أعمال الشغب التي أعقبت المباراة أسفرت عن ضبط 160 شخصا، من بينهم 90 قاصرا، وذلك للاشتباه في تورطهم في ارتكاب أعمال الشغب المرتبط بالرياضة، وحيازة أسلحة بيضاء، والسكر العلني البين والتراشق بالحجارة المقرون بإلحاق خسائر مادية بممتلكات خاصة وعامة، وإضرام النار عمدا في مركبة.
وأضاف المصدر ذاته أن المتورطين في أعمال الشغب قد تسببوا في إصابة 85 شرطيا بجروح وإصابات متفاوتة الخطورة، من بينهم 63 مصابا تم نقلهم للمستشفى الجامعي ابن سينا، و14 مصابا تم الاحتفاظ بهم بمستشفى التخصصات، و8 مصابين تم نقلهم للمستشفى العسكري بالرباط، حيث يشرف طاقم طبي من مفتشية مصالح الصحة للأمن الوطني على متابعة عملية استشفائهم وتمكينهم من المساعدات الطبية اللازمة.
وأشار البلاغ إلى أن مصالح الأمن الوطني رصدت أيضا إلى غاية هذه المرحلة من البحث إصابة 18 عنصرا من القوات المساعدة بجروح وكدمات ورضوض، فضلا عن إصابة 57 من الجمهور بإصابات مختلفة، من بينهم 34 مصابا تم إسعافهم بعين المكان من طرف الطواقم الطبية والتمريضية، بينما تم نقل باقي المصابين لمختلف المؤسسات الاستشفائية بالرباط.
وتابع أن مصالح الأمن الوطني سجلت كذلك إلى غاية هذه المرحلة من البحث إلحاق خسائر مادية بالعديد من مرافق ومشتملات الملعب، وإضرام النار في دراجة نارية، وتعييب وتكسير 33 مركبة وناقلة تتنوع ما بين مركبات تابعة للشرطة وسيارات أخرى في ملك الخواص كانت مستوقفة بالفضاءات الخارجية للملعب.
وخلص البلاغ إلى أنه قد تم إخضاع جميع الموقوفين لإجراءات البحث القضائي الذي أمرت به النيابة العامة المختصة، لتحديد مستوى ودرجة تورط كل واحد من الموقوفين في أعمال الشغب المرتكبة، وتشخيص كافة المساهمين والمشاركين في ارتكاب هذه الأفعال الإجرامية، كما تتواصل حاليا عمليات مراجعة جميع كاميرات المراقبة لتحديد وتشخيص كل من ثبت تورطه في اقتراف أعمال العنف والشغب التي أعقبت هذه المباراة.